عدد الرسائل : 94 العمر : 36 المزاج : تمام تاريخ التسجيل : 14/11/2007
موضوع: لعقاب والضرب وشخصية الطفل الأربعاء نوفمبر 21, 2007 6:57 am
العقاب والضرب وشخصية الطفل ..
ان استخدام الضرب في تعليم الاطفال قد اصبح ولا زال من الاساليب السهلة الشائعة بين الاباء والمدرسين لتقويم الطفل او التلميذ وللتهذيب ، وبالرغم من ان الذين يمارسون العقاب قد يذكرون ذلك ان سألتهم بتاثير الشعور بالذنب او النظرية التربوية الحديثة ، فانه من اشيع الاساليب المستخدمه في كل البلاد العربيه ،، ولا يبدو ان منظر العصا والخيزران بيد كثير من المدرسين في كثير من المدارس الابتدائية والاعدادية والثانوية من المناظر المنفرة المكروهه للرأي العام ، لكنها بلا شك من مصادر القلق الشديد للاطفال والتلاميذ وربما من الاسباب الهامة في كراهية المدارس والمخاوف المرضية المحيطة بالذهاب للمدرسة كل صباح ..
وتبين الدراسات ان الناس تمارس العقاب لاسباب منها : الارغام على التوقف عن سلوك كريه او مؤذي ،، تعليم سلوك جيد كالحس بالمسئولية الحس الخلقي ، ولكن العقاب لايحقق أي امل من هذه الامال ..
ولا تكمن مشكلة العقاب في فعاليته كاسلوب للتوقف عن انماط كريهة من السلوك ولكن في نتائجه الجانبيه التي قد تكون اسوأ من المشكلة الاصليه التي ادت اليها ،، فهو يؤدي بالفعل الى توقف انواع معينة من السلوك الكريه كالصياح ،، او تمزيق الاثاث او الكتب ،، الا ان البحوث تثبت ايضا ان الضرر منه اكثر من النافع ، خاصة ان كان العقاب جسمانيا او قاسيا ، او لا معنى له ..
واليك بعض النتائج التي يمكن ان يؤدي اليها العقاب ..
1 – العقاب الذي يمارس نتيجة للخطأ في تعلم استجابة جديده ككتابة حرف هجائي مع ناو اجراء عملية حسابية جديده يؤدي الى نتيجة هي عكس مانقصد اليه تماما ، فتعلم الاستجابات الجديده يتباطأ نتيجة للعقاب بسبب القلق الشديد او الخوف الذي لدى الشخص..
2 – العقاب الذي يمارس بهدف الارغام على التوقف عن سلوك كريه قد ينجح في ايقاف هذا السلوك ،، ولكنه يؤدي في نفس الوقت الى ايقاف السلوك الجيد ، فالطفل الذي تعاقبه مدرسته باستمرار بسبب الصياح او التهريج قد يتوقف عن ذلك ، ولكنه في نفس الوقت سيتوقف عن جميع المظاهر الاخرى التي تتطلب مساهمة ايجابية في الفصل ، والتلميذ الذي يضربه ناظر المدرسة بالعصا لانه جاء متاخرا عشر دقائق قد يفقد الرغبة في اليوم التالي في الهاب للمدرسة على الاطلاق ..
3 – عندما لانجد وسيلة غير استخدام العقاب لتعليم الجوانب الايجابيه من السلوك فهناك الخطر في اننا نرسم امام العقاب نموذجا مثاليا من الضبط عليه ان يمارسه ايضا مع الاخرين ، ولهذا فان الطفل الذي يضرب او يعاقب لكي ينصرف بصورة افضل في المدرسة او مع الناس غالبا مايجنح الى استخدام الضرب والعقاب مع اطفاله عندما يكبر ..
4 – اضف لهذا ان للعقاب تاثيرا سيئا على الشخص القائم به كالاحساس بالذنب ،، والشعور بالاحباط والغيط ،، فضلا عن الكسل او التكاسل في البحث عن اساليب افضل في توجه الطفل ،، ولكن قد تفرض علينا بعض المواقف استخدام العقاب في هذه الحالات لا ضرورة للعقاب الشديد ،، ولكن ليكن العقاب فوريا وحازما ، وليكن عقابك للفعل السيء لا للشخص بكامله ،، اما ان كنت تبحث عن اساليب بديلة للعقاب البدني ، فهناك الحرمان من نزهة مثلا ، وهناك فرض ضغوط اجتماعيه من زملاء الفصل او الاخوة ، وهناك الحرمان من التفاعل الاجتماعي به بابعاده للحظات او التوقف عن مبادلته الحوار او عدم اظهار الاهتمام به ..
5 – لكن لا تنسى ان البديل الفعال هو ان تنتبه لما يصدر من الشخص من تصرفات جيده ، فهي قد تكون اكثر بكثير من التصرفات الكريهة التي تعاقبها ، لماذا تنزعج لان طفلا لفظ لفظا كريها لم يستغرق اكثر من ثانية بينما لا تنتبه الى انه طول اليوم بكامله قد تصرف بمختلف الطرق الايجابية او الجيدة ؟ لماذا لاتدعم هذه التصرفات وتظهر اهتمامك بها ؟ انها اكثر فعاليه ..
فعندما تحسن من الاطراء عليه بما فعله من السلوك الجيد طيلة اليوم قد يوجهه ذلك الاطراء الى التخلي عن السلوك الكريه ولو كان تخليه عنه بطيئا وتدريجيا ،، فالطفل عندما يتلقى الاهتمام من امه او ابيه او معلمه يدفعه ذلك الى التقدم بالافعال الجيده الاخرى ليكتسب اكبر قدر ممكنا من الاهتمام وكذلك اطرائهم ومديحهم وعندها سيتخلى عن كل سلوك او لفظ سيء حى لايفقد الاهتمام والاطراء وتذكيره بأن كل فعل سيء ليس من الافعال التي يرضى عليها الله تعالى ولا من الافعال التي كان يقوم بها الرسول صلى الله عليه وسلم وهو افضل الناس ،، وعندما تمنحه الاطراء بأن مافعله من الافعال الحسنه التي يحبها الرسول عليه الصلاة والسلام يجعله ذلك يتمسك بها بسبب تشبيه افعاله بأفعال افضل الناس فينشأ على ذلك ويطبقه على اولاده حينها ..