أين نحن من ميراث رســـــــول الله صلى الله عليه وسلم

بسم الله الرحمن الرحيم



أين نحن من ميراث رســـــــول الله صلى الله عليه وسلم ؟

عن أبي هريرة رضي الله عنه أنه مرّ بسوق المدينة فوقف عليها فقال : يا أهل السوق ما اعجزكم ! قالوا : وماذاك يا أبا هريرة ؟ قال : ذاك ميراث رسول الله صلى الله عليه وسلم يقسم وأنتم هاهنا ، الا تذهبون فتأخذون نصيبكم منه ، قالوا : وأين هو ؟ قال : في المسجد ، فخرجوا سراعا ووقف لهم ابو هريرة حتى رجعوا فقال لهم : ما لكم ؟ فقالوا : يا أبا هريرة قد أتينا المسجد فدخلنا فيه فلم نر فيه شيئا يقسم ! فقال لهم ابو هريرة : وما رأيتم في المسجد احدا ؟ قالوا : بلى ، رأينا قوما يصلون وقوما يقرؤون القرآن ، وقوما يتذاكرون الحلال والحرام ، فقال لهم ابو هريرة : ويحكم فذاك ميراث محمد صلى الله عليه وسلم . رواه الطبراني باسناد حسن .
نعم ، هذا هو ميراث رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فقد خرج من الدنيا مدينا ، لم يورث دينارا ولا درهما لاهله ولاصحابه ولأمته ، ولكنه صلى الله عليه وسلم ورث دينا ارتضاه رب العزة لنا في منتهى الكمال والتمام وورث رسالته رحمة للعالمين ، وورث دعوة الى الخير والهدى والصلاح وورث علما يضيء لنا الطريق ويحفظ سيرنا من الخلل والزلل .
وهذا العلم محله بالاساس في بيت الله وفي المسجد مما جعل ابا هريرة رضي الله عنه يقوم بهذه اللفتة القوية لجيل تربى على عين رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وحاز على وسام ( خير القرون ) من النبي المعصوم صلى الله عليه وسلم ومع ذلك أَلْهتْهُ الدنيا قليلا فجاءته هذه الصرخة مدوية عاجلة من داع من دعاة الخير ، تنعم بميراث رسول الله صلى الله عليه وسلم وأحبه ، فعز عليه أن يرى تقصيرا او تفريطا في هذا الميراث !!
فقد وعى جيدا رضي الله عنه انهم لما تمسكوا بميراث رسول الله صلى الله عليه وسلم أورثهم عزا وفلاحا في الدنيا وفي الآخرة ، فملكوا الدنيا كل الدنيا وما عند الله خيرا وابقى!!
ونحن بدورنا - وسيرا على سنة ابي هريرة رضي الله عنه نصرخ وننادي :
يا أيها المسلمون ما اعجزكم ! أين أنتم من ميراث رسول الله صلى الله عليه وسلم ؟
كم نتمسك به ؟ وكم نحييه ؟ وكم نذب عنه ؟ وكم ننصره ؟ وكم ندعو إليه ؟
فالامر لم يقف عند حد التقسيم لهذا الميراث فحسب ! انما تعداه الى حد الاساءة اليه والنيل منه ومن اتباعه !!
فنحن مطالبون ان نكثر من دعاة الخير ، ومطالبون ان نكثر من نداءات الخير ومطالبون ان نكثر من اهل الخير حتى تكون الدنيا كل الدنيا ( بخير ) ولن تكون الا في ظل ميراث رسول الله صلى الله عليه

مشكور على الصور